دور الزوج في رحلة أطفال الأنابيب: كيف تكون شريكًا داعمًا
- Rawanhawamlh
- 12 نوفمبر 2024
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 20 ديسمبر 2024

تحمل تجربة أطفال الأنابيب الكثير من التحديات العاطفية والجسدية للزوجين، وغالبًا ما يتم التركيز على الزوجة وما تواجهه من تحولات جسدية ونفسية، إلا أنّ للزوج دورًا هامًا وأساسيًا لدعم شريكته، فكيف يمكن أن يكون الزوج سندًا حقيقيًا في هذه المرحلة الحساسة، لتجاوز تحدياتها، وزيادة فرص نجاحها؟
فهم تجربة أطفال الأنابيب: الخطوة الأولى لدعم شريكتك
من المهم أن يدرك الزوج أن عملية أطفال الأنابيب ليست مجرد إجراء طبي، إنمّا مرحلة معقدة نوعًا ما، وتتطلب فهمًا عميقًا من الزوج، حتى يكون أكثر تعاطفًا ودعمًا مع شريكته، ولمنحها الشعور بالأمان والمساندة.
لذا، من المهم أن يدرك الزوج المراحل المختلفة التي تمر بها الزوجة مثل فحوصاتها الطبية، وعلاجاتها الهرمونية، والإجراءات الطبية المتكررة، وما إلى ذلك، من خلال حضور المواعيد الطبية برفقة الزوجة بشكل دائم، وطرح الأسئلة على الطبيب لفهم الخطوات المتوقعة، والآثار الجانبية المحتملة، وغيرها.
كما من المفيد أن يقرأ الزوج عن تجربة أطفال الأنابيب من مصادر طبية موثوقة على الإنترنت، أو يتحدث مع أزواج مرّوا بهذه التجربة، مع التأكيد على أهمية التحدث مع الزوجة بشكل مباشر والاستماع لمشاعرها وتجربتها، لفهم احتياجاتها بشكل أكبر.
الاستعداد العاطفي: كيف تدير مشاعرك لتكون شريكًا قويًا
حتى يكون الزوج سندًا قويًا لزوجته خلال رحلة أطفال الأنابيب، عليه أولًا إدارة مشاعره، وذلك بالقدرة على التحكّم بمشاعره وتوجيهها بطريقة إيجابية، دون أن يؤثر توتره على نفسية شريكته، وهذا يبدأ بالاعتراف بمشاعره وعدم تجاهلها، سواء كان قلق أو خوف من النتائج أو حتى شعوره بالإحباط أحيانًا، ومن ثم منح نفسه الفرصة للتعبير عنها، مثل التحدّث مع شخص مقرّب من العائلة أو الأصدقاء أو حتى مستشار متخصص.
كما من المهم أن يتذكر الزوج أن هذه المشاعر طبيعية في هذه المرحلة، وأن يحاول استبدالها بأفكار إيجابية تركّز على الحاضر بدلًا من المستقبل المجهول، ويتذكر أن هذه الرحلة تتطلب الصبر والقوة، والتعامل مع تحدياتها بحكمة، مع تذكير نفسه بدوره المهم في دعم زوجته.
ويجدر التنويه هنا أيضًا إلى أهمية تخصيص الزوج وقت يومي أو أسبوعي له للاسترخاء والراحة النفسية، مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات، أو الأنشطة الاجتماعية أو ما إلى ذلك، إذ يساعد ذلك في تهدئة الذهن وتخفيف التوتر.
التواصل المفتوح والصريح: حجر الأساس لعلاقة قوية أثناء الرحلة
يساعد التواصل الصريح في تعزيز العلاقة بين الزوجين أثناء رحلة أطفال الأنابيب، وتخفيف التوتر والقلق لدى كليهما، فحين يتشارك الزوجان بصدق مخاوفهما وآمالهما دون تحفظ، يتيح ذلك فهم كل منهما للآخر بعمق، وبالتالي تجاوز التحديات بروح الفريق والدعم المشترك مهما كانت صعبة.
ومن النصائح العملية لتحقيق ذلك: تخصيص وقت أسبوعي للحديث عن المشاعر والتوقعات بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية، مع منح كل منهما للآخر الانتباه الكامل بعيدًا عن المشتتات ودون مقاطعة أو حكم على المشاعر، والتعبير عن التفهّم والدعم والتعاطف، إضافةً إلى التعبير عن الامتنان حتى وإن كان بكلمات بسيطة، مثل: "أقدّر ما تقومين به من أجلي"، أو "وجودك بجانبي يمنحني القوة"
كما من المهم التحدث عن المشاعر باستخدام عبارات واضحة ومباشرة، واستخدم تعبيرات تبدأ بـ "أنا أشعر..."، بدلاً من "أنت تفعل..." لتجنب شعور الطرف الآخر وكأنه متهم.
وفي بعض الأحيان، تكون هناك أوقات لا يرغب أحد الأطراف بالحديث عن هذا الموضوع الحسّاس، وهنا من المهم تفهّم ذلك، والاتفاق على حدود مرنة، ما يتيح مساحة خاصة لكلا الطرفين.
التحفيز المستمر: كيف تساعد شريكتك على التمسك بالأمل
بكلمات بسيطة صادقة، وعبارات تشجيعية إيجابية، مثل "أنا فخور بشجاعتكِ" أو "نحن في هذا معًا وسنتخطاه" يمكن للزوج منح شريكته مشاعر قوية من التفاؤل والعزيمة والثقة، ما يساهم في تخطّي تحديات تجربة أطفال الأنابيب بروح إيجابية.
كما ينصح أن يحرص الزوج أيضًا على تخصيص وقت منتظم لأنشطة تُشعر الزوجة بالسعادة والاسترخاء، وتشجيعها على القيام بها، كالمشي أو ممارسة هوايات ممتعة، إذ تساعد هذه الأنشطة في تخفيف التوتر لديها وتجديد الطاقة.
ومن الأفكار الجميلة أيضًا: مفاجأة الزوجة بلفتات صغيرة تعكس اهتمام الزوج، مثل إرسال رسالة تحفيزية لها، أو تجهيز نشاط خاص لكسر الروتين، فهذا سيكون دافعًا لإعادة شحن الإيجابية لكلا الزوجين.
المشاركة في المهام اليومية: كيف يُسهم الزوج في راحة الزوجة أثناء العلاج
نظرًا لأن المهام المنزلية تشكّل جزءًا كبيًرا من مسؤوليات المرأة، فإن تخفيف بعض الأعباء اليومية عنها ستكون خطوة ذات تأثير كبير على صحتها النفسية، لذا يُنصح الزوج أن يساعد شريكته في هذه المرحلة عبر تولي بعض مسؤولياتها، مثل التنظيف والطبخ وغسل الملابس وغيرها، فهذه المشاركة ستتيح لها الفرصة للتركيز على العلاج والاهتمام بصحتها النفسية والجسدية.
وختامًا، قد تأتي لحظات أثناء رحلة أطفال الأنابيب يشعر فيها أحد الزوجان أو كلاكما بضغط نفسي وعاطفي يفوق قدرتهما على التكيف، وفي هذه الأوقات يكون طلب المساعدة الخارجية من مختص في العلاقات الزوجية أو الصحة النفسية خطوة إيجابية وضرورية.
Comments