top of page

IVF Talk
 
بالعربي

بحث

كل ما تحتاج معرفته عن التحضير النفسي لتجربة أطفال الأنابيب

إنّ تجربة أطفال الأنابيب من التجارب العاطفية والجسدية المرهقة في الحقيقة، ولكن هل تعلم بأنّه رغم العواقب النفسية التي تسببها هذه التجربة، تشير الدراسات إلى أنّ التحضير النفسي لهذه التجربة يساعد في تكيّف الأزواج عاطفيًا معها، كما لا يكون لها تأثير سلبي طويل الأمد سواء كان بشكل فردي أو على علاقتهم الزوجية، بل حتى أنّ الدراسات وجدت أنّ هذه التجربة ساعدت الكثير من الأزواج الذين مروّا بها على تعلم مهارات التواصل والتكيف، ممّا ساهم في تطوير العلاقة الزوجية.


ووفقًا للجمعية الأمريكية لتقنيات الإنجاب المساعد (SART)، وهي منظمة متخصصة تشرف على عيادات التلقيح الصناعي وتقنيات الإنجاب المساعد (ART) في الولايات المتحدة، فإنّ من أهم النصائح التي تساعد الزوج والزوجة في التحضير نفسيًا لتجربة أطفال الأنابيب ما يلي:


التوعية وفهم العملية

إنّ من أفضل الطرق للتعامل مع القلق هو الحصول على المعرفة، وإن كانت بشكل عام، لذا من المفيد أن تكون على دراية بجميع مراحل علاج أطفال الأنابيب وما يتعلق بها من علاجات وأعراض جانبية وتكلفة وغيرها، لتهدئة القلق والضغوط الناتجة من المجهول.


لذا يُنصح البدء بقراءة المقالات أو أي مصادر موثوقة حول هذه تجربة أطفال الأنابيب، والاستفادة من الموارد التي يقدمها مركز العلاج الخاص بك، واستشارة طبيبك حتى تحصل على الإجابات التي تدور في ذهنك حول مدى تقدّم العلاج والخطوة التالية، إضافة إلى التواصل مع أشخاص مروا بتجربة مشابهة، للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الشخصية.


تخططون لبدئ العلاج عن طريق اطفال الانابيب؟ لا تترددوا في التسجيل في برنامج المتابعة الشخصية للأزواج المقبلين على عملية طفل الانبوب (IVF-Guide)


بناء أسس متينة للعلاقة الزوجية

إنّ الاهتمام بالصحة النفسية وتقوية العلاقة الزوجية أمران ضروريان قبل البدء في تجارب أطفال الأنابيب، لتقليل احتمالية آثار هذه التجربة السلبية على الصحة النفسية والعاطفية، أو العلاقة الزوجية والعلاقات الاجتماعية الآخرى، والتي غالبًا ما تؤدي إلى الشعور بالضغوط والرغبة بالعزلة.


لذا يُفضل الاستعداد النفسي ووضع العلاقة الزوجية على أسس متينة قبل بدء هذه الرحلة، ومن هنا يُنصح التحدث عن هذه التجربة عند الحاجة ومشاركة المخاوف والآمال مع الشريك، مع الحرص على أن تكون المحادثات إيجابية ومبنية على دعم متبادل.


كما من المفيد الاتفاق على عدم الانشغال المستمر بالموضوع، بحيث يمكن للطرفين التطرق إليه فقط عند الحاجة أو عند ظهور مستجدات تتطلب النقاش، فهذا التوازن بين التواصل والدعم المتبادل يساعد على تخفيف التوتر، ويتيح لكما الحفاظ على أجواء مريحة بعيدًا عن الضغوط النفسية.


التخطيط المسبق لإخبار المقربين

كثيرًا ما يحتار الأزواج قبل بدء تجربة أطفال الأنابيب حول إخبار الاشخاص المقربين عن بدئهم لهذه التجربة وتفاصيلها، وذلك خوفًا من الضغوط النفسية التي قد تنشأ من ذلك، خاصة أن بعض الأشخاص قد يضيفون بشكل غير مقصود شعورًا بالقلق من خلال أسئلتهم المتكررة أو توقعاتهم حول النتائج.


لذا، يفضل التخطيط لذلك مسبقًا مع الشريك، بتحديد الأشخاص الذين تخطط بإخبارهم حول تفاصيل عملية أطفال الأنابيب، بحيث يكونون من الأشخاص الداعمين نفسيًا ومعنويًا، إذ إنّ اختيار الأشخاص المناسبين بعناية سيساعد حتمًا في الحد من الضغوط النفسية.


تحديد مصادر التوتر وآليات التعامل معها

عادةً ما تكون تجربة أطفال الأنابيب مصدرًا كبيرًا للتوتر، لذا من المهم تحديد مصادر هذا التوتر ووضع آليات للتعامل معها بشكل مسبق، إذ تختلف مصادر التوتر من شخص لآخر؛ فبعض الأشخاص قد يشعرون بالتوتر عند الذهاب إلى العيادة للمتابعة، بينما يشعر آخرون بالضغط بسبب إجراءات مثل الحقن، وعليه من المفيد التوقع المسبق لمصادر التوتر والعمل على تطوير استراتيجيات للتعامل معها.


من المهم أيضًا أن يتعرف كل من الزوجين على أسلوب الآخر في التعامل مع التوتر؛ فبينما تحتاج الزوجة عادةً إلى التحدث وطلب الدعم، قد يفضل الزوج الانخراط في الأنشطة أو الهوايات كوسيلة للتخفيف من مشاعره السلبية، وعليه فإنّ فهم هذه الاختلافات في التعامل مع التوتر يساعد على تقليل الخلافات المتوقعة، والحفاظ على التفاهم المتبادل.


التوقعات والواقعية في التعامل مع النتائج

يختلف معدل نجاح عملية أطفال الأنابيب بناءً على عدة عوامل، مثل عمر المرأة، وجودة البويضات والحيوانات المنوية، وخبرة العيادة، والعلاجات المستخدمة، ولكن بشكل عام، يتراوح معدل النجاح لعملية أطفال الأنابيب من 30% إلى 40% لكل تجربة للنساء تحت سن 35 عامًا.


وعليه، من المهم أن تكون توقعات كلا الشريكين واقعية قبل البدء، فقد يحتاج العلاج إلى عدة محاولات لتحقيق الحمل، وهذا يساعد على تقبّل فكرة أنّ النتيجة قد لا تكون إيجابية من المحاولة الأولى.


كما من الضروري أن تكون مستعدًا نفسيًا للتعامل مع التحديات المحتملة خلال دورة أطفال الأنابيب، إذ يمكن أن تتغير الأمور بشكل غير متوقع في أي مرحلة من الدورة، بدءًا من الاستجابة للأدوية وصولًا إلى نتائج التخصيب بعد سحب البويضات، فقد يحدث تأخير أو تعديلات في الخطة العلاجية بناءً على الظروف الطبية الخاصة بكل شخص، وهو ما يتطلب مرونة في التعامل.


وفي هذا السياق، بينما قد يكون سير العلاج ونتيجته خارجة عن إرادتك، من المهم أن تظل قادرًا على التحكم في قراراتك اليومية وكيفية إدارة حياتك بما يخفف من التوتر ويحسن من تجربتك، على سبيل المثال: ينصح تقليل المشاريع أو المهام الكبيرة في العمل التي قد تضيف لك ضغطًا إضافيًا في الفترات الحساسة من تجربة أطفال الأنابيب، ومحاولة التعامل بشكل هادئ مع التحديات اليومية في العمل، والمنزل، ومع الأصدقاء والعائلة.


العناية الذاتية

من الضروري أن يركز كلا الزوجين على تناول الطعام الصحي والمتوازن لتعزيز صحة الجسم، والحصول على قسط كافٍ من النوم للحفاظ على توازن الجسم والعقل، مما يساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين قدرة الجسم على التكيف مع العلاج.


إضافة إلى ذلك، يُعد التمرين البدني من أفضل الطرق للتخفيف من مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب، مع التأكيد على أهمية تعديل مستوى التمرين بما يتناسب مع مراحل العلاج، كذلك تلعب الفكاهة دورًا كبيرًا في تخفيف التوتر، لذا يُنصح الزوجان أن يتشاركا اللحظات المضحكة، مثل إرسال مقاطع فكاهية أو مشاهدة فيلم كوميدي أو قراءة نكتة مثلًا، كوسيلة للتخفيف من القلق عبر تغيير طريقة التفكير والتركيز على اللحظات الإيجابية.


وختامًا، إنّ الإيمان بأنّ كل شيء بيد الله عز وجل وأنه هو المقدر والميسر لكل أمر يساعد في تقليل مشاعر القلق والتوتر التي قد ترافق تجربة أطفال الأنابيب، فبالاستعانة بالله والدعاء يمكن للزوجين أن يجدوا سكينة في قلوبهم ويواجهوا تحديات العملية بثقة وأمل، مع علمهم أنّ ما قدره الله سيكون خيرًا لهم.

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page